الاثنين، 15 يونيو 2015

دروب الشــــــــــــــ جزء II ــــــــــــــك

دروب الشــــــــــــــ جزء II ــــــــــــــك

 

مر علي اليل طويلا كلما اغمضت عيني تأتيني افكار سيئة ، يوسوس لي الشيطان و يزين لي أفعالا قبيحة، بقيت هكذا الى أن سمعت صوت أذان الفجر، قمت من فراش توضأت خرجت الى المسجد و عند صلاة استظهر الامام آيات من سورة الروم ، فاذا بي اشعر بان صدري ينشق عند سماع الآية “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” بقيت عالقة هذه الآية في ذهني ،عند سماعها احسست بانها هي باب فرج لي، لأنها تحمل بين طياتها برهان واضح على ان الزواج يبنى على مودة و رحمة .

اخذت وصيلة نقل الى العمل مباشرة رغم أنه كان من عادتي ان ارجع من المسجد أٌقظ أطفالي و احضرهم لذهاب الى المدرسة ، اثناء العمل وانا أفكر في الآية القرآنية رن هاتف كان المتصل زوجتي تسأل بصوت حزين ” كيف حالك ؟ لماذا لم ترجع الى المنزل بعد صلاة الفجر كعادتك ؟ لقد تركت الاطفال يسئلون عنك ” اجبتها بنبرةَ حادة ” هل تحتاجين الى شيء في المنزل ” أجابت و هي باكية ” المنزل يحتاج اليك لقد أصبح مظلما منذ ليلة أمس لم أعد أقدر على المكوث فيه و انت منزعج مني ” احسست بأنها تحتاج الي وربما تشفي غليلي وتجيب عن تساؤلاتي اجبتها “ان شاء الله سأعود الى المنزل و نرى حل مناسب لنا لهذه المشكل “.
انتهيت من العمل وانا راجع الى المنزل و علامات الحيرة تظهر على محياي من يراني يسألني ماذا بي هل انت مريض اجيب بابتسامة مصطنعة “بعض التعب فقط” ، دخلت المنزل سألت عن الاطفال ردت علي “لقد اخدتهم الى بيت امي لكي نعالج الامر بين و بينك لكن قبل ذاك  استحم و ارتدي ملابس خفيفة سوف اعد لك شيء تأكله ربما لم تدق معدتك طعام من ليلة البارحة ” اجبتها ” ومن اين سوف يمر” بعد الانتهاء من الاستحمام و بعد الحاح منها اكلت بعض الطعام ثم طلبت منها ان تصارحني ماذا يجري اجابت :

” سوف اشرح لك كل شيء لكن لا تقاطعني حتى انتهى ،يا سيدي بدء الامر بحوالي اسبوع تلقيت اتصال من اختي تستأذنوني بان تعطي رقم هاتفي الى بنت جيران و التي هي زوجة احمد الذي يشتغل معك في نفس الشركة ، وافقت لأني كنت اظن ربما تسأل عني او تريد ان نسترجع ذكريات الطفولة لأننا كنا في فصل دراسي واحد بالإضافة انها بنت جيران ، و ما هي الا سويعات رن هاتفي اجبت فاذا هي المتصلة تسألني عن حالي و عن الحال أسرتي تم بدأت تستعطف بي بان اساعدها في مشكل زوجي قلت لها تفضلي بدأت تحكي لي بان زوجها كشف انها تتكلم مع شخص ما عبر الأنترنت و انه كان صديق فقط وقد اهتمني زوجي بالخيانة   بمجرد اني اتكلم مع شخص في اطار صداقة تم طلبت مني ان اخبرك بان تتدخل لتقريب بينها لان زوجها يحترمك جدا ، اما بسبة لرسائل التي اطلعت عليها فكانت من شخص الذي كانت تتكلم معه لقد حولتها لبريد الخاص بي اما المتصل فكانت هي لتسأل هل فتحت معك الموضوع هذا كل ما في الامر”.

اجبتها “لماذا لم تخبرني من بداية الامر ؟” اجابت ” انت كنت سترفض بمجرد ان اطرح عليك موضوع لأنك تفضل ان تبقى خارجا عن هذه المواضيع الخاصة ” ، لا اخفي عليكم لقد ترددت في بداية الامر لكن قلت لعل الله يصلح بين هذين زوجين على يدي ،في الغد التقيت بأحمد دعوته للغذاء و قلت له بان زوجته ستكون حاضرة لم يبدي اي اعتراض .

اجتمعنا في المنزل احاول ان اقربهم لبعضهم البعض طلبت منه ان يشرح لي المشكل ، تم سألته هل وجدت صور متبادل بينهم او رسائل تتير الشكوك نفى ذلك وقال بانه وجد اشياء عادية تم قال ان اوفر لها كل شيء لماذا تتكلم مع شخص غريب عنها ؟ تم قطعته و هي باكية ” انت لا توفر لي اي شيء من غير المال تخرج من المنزل من ساعة التاسعة صباحا و لا تعود الا في وقت متأخر من ليل لا تسألني عن حالي او كيف مر يومي او حتى تأكل من طعامي هل لأننا لم نرزق بأولاد ؟ لماذا لا نقوم بأسباب طلبت منك ان نذهب الى طبيب اخصائي   لكنك في كل مرة ترفض مع من سأتكلم و من سيعلم بما احس”.

حاولت ان اقنعهما بان الطلاق أبغض الحلال عند الله و أنه لن يعالج المشكل لكن ليس من العيب ان تأخذ بالأسباب لان الله سبحانه و تعالى يمتحن عبده المؤمن و ربما يرزقكم بأطفال انه على كل شيء قدير يقول سبحانه و تعالى ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ “، احسست بأنهما وجدا طريقا لإصلاح ذات البين و خرجا من المنزل وهما على وفاق، احسست باني قمت بشيء عظيم بفضل الله .

وبعد مرور شهرين التقيت بأحمد ودموع الفرح تتدفق على عينه قال لي ان زوجتي حامل ،اخبرت زوجتي و هي شاكرة لله سبحانه و تعالى على اننا كنا سببا في جمع شمل هذه الاسرة مستحضرة قوله تعالى “وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”
صدق الله العظيم .

 




نبذة عن الكاتب

مـدونة دائـمـا هـنـاك مدونة تعرض عليكم قصص بعضها من وحي الخيال و بعضها من الواقع وكذلك إثارة مواضيع نقاشية و كتب للتحميل ورسلتنا هي ان دئـمـا هـنـاك أمــل، فعندما تشارك محتوى مدونتنا مع اصدقائك عبر الفيسبوك أو تويتر فـإنك تدعمونا لتقديم ما هو افضل لك ، وعلم أيها القارئ انه لا يؤخذ من وقتك أقل من دقيقة .


: الفيسبوك

قال تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

تدوين باحتراف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

^ إلى الأعلى