أســـرار البــــــنـــاتــــــ ج الثاني

رغم ذلك كان عليهما الحفاظ على رباطة جأشهما و عدم هدم ما بنوه و عليهما حساب كل خطوة لكن دائما تذهب رياح بما لا تشتهي السفن فعند الاعداد لاجتماع جديد لاحظة صدقتهم جوليا ان الاختين بدئتا تختاران الفتيات ، وكانتا تعتمدان على حسهم و تتبع لنفسية كل فتاة لا تستطيع البوح بما يؤلمها سواء كان مشكل عائلي او شخصي ،  فيدعونها ، وذلك بوضع  ورقة صغيرة في محافظهن نصفها ملون بالأسود و الاخرى أبيض بها صومعة و توقيت يشير الى حادية عشر ليلا تم هناك قمر مكتمل ،تم نهر و رقم عشرة و كأنه لغز او مفاتح تشير الى المكان و توقيت معين .
 

حاولت جوليا سرقت دعوة من الدعاوات و محاولة تقليدها حتى صارت مطابقة تم ذهبت الى احدى الفتيات ثم قالت لها لقد توصلت بدعوة من الأختين لكن لا اعرف كيف اقرئها و لأن الأمر كان سرا لا يجب تحدث فيه أمام  الجميع قررت هذه الاخيرة مساعدتها و شرحت لها المفاتح تم قالت القمر يدل  على منتصف الشهر الهجري أما  صومعة تدل على اتجاه طريق اما رقم فإنه يدل على عشر خطوات قرب النهر .

استعدت جوليا لتلك الليلة و هي متشوقة لتكشف حقيقة ما تفعلان الاختين و تزيل غطاء براءة  عنهما ، قامت بحمل هاتفها ودخلت  الغابة و ما هي الا دقائق معدودة حتى وصلت الى عين المكان  وهي حاملة هاتفها تسجل حركاتهن ،لكنها سرعان ما احست بان احد الاختين  رأتها أطفئت الكاميرة الهاتف و غادرت المكان مسرعة ، في الغد اخبرت والديها بما رأت عينها لكن الان معها دليل قاطع حمل الاب شريط ليريه الشيخ قبيلة و ليفصل بين الاختين و باقي الفتيات.

 كان  يوم ملبد بالغيوم لما علم اهالي القرية ان بعض بناتهم متورطون مع الاختين بدوءا  يحققون معهم لعلى و عسى يجدون طريقة لتبرير ما حدث ، احسوا بان الامور بدأت تخرج من بين أيديهم و ان القرية الهادئة ابتليت بمصابة لا يمكن الخروج منها الا بطرد الاختين  حاول شيخ ان يعلم من الاختين ماذا يحدث ، وان تشرحا له لعله يجد لهما مخرج ، لكن بدون جدوى لانهما  يعتبران الامر سر بينهما و بين من يشتركون معهم ، زادت الضغوطات عليهما و على الفتيات اللواتي كانوا يجتمعون معهم سرية لدرجة لا يمكن تصورها و احسوا بأن كل شيء ينهار منحولهما، فكرتا ان يعملا على الاجتماع في الغابة ، صمام بطاقة الدعوة على اساس لغز رُسم فيه  سقاية وساعة تشير الى حادية عشر تم رسما سماء صافية تم بدوءا بتوزعها سرية على الفتيات .

في الفجر يوم الموالي وجد شيخ تحت بابه ورقة مرسوم عليها اشياء سالفة ذكر علم انها من عند الاختين و علم ان عليه حل لغز لمعرفة مكان الذي سيجتمعون فيه، و لان الشيخ كان فطن وذكي علم بان سقاية تدل على منبع  النهر  اما السماء صافية فعلم انها اخر ايام شهر الهجري  ، وصل موعد ذهب شيخ الى المكان المقصود فرأ الفتيات و عددهم لا يتجاوز تسعة و معهم الاختين مشكلين دائرة تم كل فتاة تفتح الورقة مرسوم عليها تلك الرموز تم تقرأ بصوت مرتفع ما كتبته   :

تم ترمي بالورقة في النار تم يمر دور على من بعدها فتقرأ بصوت مرتفع،

تم ترمي الورقة في النار و هكذا حتى تخرج كل فتاة ما تحس  به وما يؤلموها  ،علم الشيخ مقصد الاختين تم غادر المكان ، في الغد اجتمع مع اباء و برأ الاختين من اي تهمة و اضاف بانهما يفعلون اشياء لم نكن قادرين على فعلها ألا وهي فتح قلوب لبعضهم البعض تم غادر.

علم الشيخ في ما بعض ان الاختين كانتا عندما يمران من ازمة او مشكل يكتبونه في ورقة تم يقمون بقراته بصوت مرتفع تم يحرقون ورقة كانوا يحسون بان المشكل انتهى أو باحر مهما اشدت الازمة او كبر المشكل فانه سيحل ، و نقلوا تجربتهم الى كل فتاة كانت تعاني مثلهم هكذا استطاعوا ان يتغلبون على مشاكلهم و هن في سن الزهور ، في ما بعد قررت الاختان ان تحلقا شعرهما و ان تزران امهما التي انسل شعرها بفعل العلاج الكيميائي المتبع للعلاج من سرطان وذلك من اجل تعبير عن مساندتهم لها و على تخفيف من حدة المرض .

بعض مرور اسابيع تلقت الاختين خبر وفاة والدتهما ، كان يوم لا ينسى بنسبة لهما اذ خرج جميع سكان القرية في جنازتها ،كما قرروا اهل القرية ان يحيوا هذه العادة كتخليد لذكرها و عربون محبة  لهتان الفتاتين اللاتان استطاعتا ان تساعدا بنات القرية بإخراج ما يؤلمهم   فأصبحوا يجتمعون في كل مرة و يوزعون اوراق بينهم فكان كل شخص يستطيع الكتابة يكتب تم يضعونها في اناء  لتخلط تم يسحب كل شخص ورقة و يقرأها بصوت مرتفع و يحرق الورقة .

هكذا استطاعة القرية ان تعيش بقلب واحد و بجسد واحد رغم اختلاف لون البشرة او مستوى المعيشي لكن هناك اشياء اخرى توحدهم  كدين و اللغة و قلب واحد يجمعهم .