الثلاثاء، 14 يوليو 2015

أســـرار البــــــنـــاتــــــ ج الاول


بعيداً عن ضجيج المدينة و ما يرافقها من إحساس بسرعة الوقت و  كًثرةِ المشاغل كانت هناك قرية لا تبعد عنها بكثير ، كانت هذه القرية هادئة يحيط بها غابات من كل جوانب وكان لها مخرج وحيد ، هو الطريق المؤدي الى المدينة و كأنها منعزلة عن العالم الخارجي ، سكانها بسطاء يعتمدون في كسب قوتهم على  الفلاحة و على الحرف التقليدية متشبثين بعادتهم و تقاليدهم، يجتمعون كل أسبوع بعد صلاة العصر عند فرد من أفراد هذه القرية ليسألوا عن حال بعضهم البعض و يتدارسوا مشاكلهم حتى اذا كان أحدهم مريض أعالوه او محتاج ساعدوه ، بفضل هذا تعاون اصبحت القرية تتوفر على مدرسة وإعدادية و على مستوصف و على سيارة إسعاف وعلى مرافق رياضية كل هذا ولهم الارادة لبناء مرافق اخرى رغم أن معظمهم  له مستوى دراسي متوسط  وبعضهم أمي لكن لهم وعي و غيرة كبيرة على قريتهم .
كان لسكان قرية شيخ فقيه حامل لكتاب الله يثقون فيه و يحتكمون إليه اذا تنزعوا في أمر ما و يرضون بحكمه لأنه شخص فطن، ذكي ، و حتى السكان لهم إرادة  لتسوية خلافتهم  بينهم بعيداً عن المحاكم لدرجة ان الدركين لم يسجلوا ايت شكاية تتعلق بأحدهم منذ زمن باستثناء مخالفات طرقية او شيء من هذا القبيل ، بنسبة لزوارها فانهم يستمتعون بحفاوة الاستقبال ، بهواء نقي و منتوجات كلها طبيعية أما بنسبة للموظفين و العاملين و الاطر التربوية فهم لا يحتاجون الى سكن وظفي فسكان قرية شيدوا بيوت  لهذا الغرض.
في ذات صباح استيقظت القرية على خبر مفاده أن بناتهم يجتمعون في مكان سري محاذي للغابة و يقمون بحركات و سلوكيات غريبة عن عادتهم و تقاليدهم كإشعال النار و دوران حولها و قيام بحركات بأيدي تدل على طقوس معينة و كان احد الاباء هو من اخبر شيخ القرية ، حاول شيخ قرية التقرب من مصداقية الخبر بتحدث مع الفتاة التي رأت تلك الاشياء وكان اسمها جوليا ، قال لها الشيخ احكي لي ما رأيت فبدئت  تقص عليه ، بانها خرجت في احدى ليالي المظلمة من بيتها لقيام بنزهة فرأت النار مشتعلة و يدور حولها بعض الفتيات القرية كما اخبرته بان الامر يبقى سري بينهم و تكون دعوة سرية يرسلونها لمن يثقون فيها فقط ،تم اخبرته بأسماء المتواجدين  تم اضافت ان الأختين  ماجدة و لينا هما من ينظمون هذه الاجتماعات خلسة وبعيدا عن أنظار أهالي القرية  و يختارون فتيات القرية بعناية.
 في يوم الغد انتشر الخبر في القرية و بدأت الإشاعات و أصبح زملاء المدرسة ينظرون الى الأختين نظرة خوف البعض يراهم سحرة و بعض يراهم عبدة شيطان و البعض يستهزئ منهما الكل اصبح يبتعد عنهما  رغم انهما كانتا متفوقتين في دراستهما و حتى على اقرانهم و كان الجميع يرى فيهما كل خير ، فقد كانتا ينتميان الى اسرة متوسطة محافظة توفي والدهما و هما في سن خامسة اعتنت بهما أمهما  لكن عند اصابتها بمرض السرطان الزمها العالج ان اتبقى بعيدة عنهما لكن كانتا تزورا نيها مرة في شهر ،و في كل مرة يرجعون من عندها كانت نفسيتهما محطمة فهم لا يلاحظون اي  تحسن في حالتها الصحية  كما انهما يحتجون اليها كثيرا.
اما الان فالأمور بدأت تتعقد أكثر لأن سكان قرية اصبحوا ينظرون اليهم نظر مغايرة و يأمرون بناتهم بالابتعاد عنهما و عدم جلوس معهما أو مرافقتهما خوف من كلام الناس .
استدعاهما شيخ القرية لمعرفة ماذا يجرى و تأكد من خبر الذي نقلته صدقتهما  فأجابتا بأن الاشياء التي قيلت لا صحت لها و أن صدقتهما قالت تلك الاشياء بدافع الغيرة ، تم استدعى الفتيات اللواتي كانوا  يتواجدون في تلك الليلة لكن الكل انكر تواجده و ان صدقتهم اختلقت  هذه القصة لتحظى باهتمام، طمئن الشيخ اباء و دعاهم الى نسيان الامر و بان الفتيات يفتعلن  احيانا اشياء لجلب الاهتمام اليهن .
مرت الايام احستا الاختين بانهما انتصرتا على صديقتهما لكن كان الهدوء الذي يسبق العاصفة فالان اصبحتا مراقبتان من طرف اهلي القرية و كذلك من طرف صديقتهم العنيدة التي احست بانها ليست لها مصداقية  امام ابيها و اهل قرية و اصبحت تكن لهما البغض.
يتبــــــــــع........
لمتابعة القرائة اضغط على :

أســـرار البــــــنـــاتــــــ ج الثاني



نبذة عن الكاتب

مـدونة دائـمـا هـنـاك مدونة تعرض عليكم قصص بعضها من وحي الخيال و بعضها من الواقع وكذلك إثارة مواضيع نقاشية و كتب للتحميل ورسلتنا هي ان دئـمـا هـنـاك أمــل، فعندما تشارك محتوى مدونتنا مع اصدقائك عبر الفيسبوك أو تويتر فـإنك تدعمونا لتقديم ما هو افضل لك ، وعلم أيها القارئ انه لا يؤخذ من وقتك أقل من دقيقة .


: الفيسبوك

قال تعالى : ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )

تدوين باحتراف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

^ إلى الأعلى