دروب الشــــــــــــــ جزء I ــــــــــــــك
بدأت قصتي مع الشك بعد حوالي سنة،
لكن قبل ذلك كانت لي حياة لن اقول عنها مثالية لكن كل شيء متوفر، بيت، زوجة
،اولاد في سن زهور كانت زوجتي الوحيدة التي تعلم ما في قلبي و ما يجول في
خاطري كانت مصدرة راحتي و اطمئناني ، أما بالنسبة للأخرين كزملائي في
العمل أو أصدقائي يعتبرونني غامضا الى درجة وصفهم لي باني رجل صارم الى
ابعد الحدود لأني احترم المواعيد و اوفي بالوعود و قليل الكلام لا اتحدث
الا في امور العمل فقط ام بنسبة لأفراد عائلتي يعتبرونني بالاخ الاصغر
الحنون و الشخص القريب لهمومهم، لكن عند دخول الى البيت انزع هذا جلباب و
اتصرف كما اريد مع افراد اسرتي الصغيرة من يراني اتكلم مع زوجتي و أناقش
معها أي صغيرةً او كبيرةً ، أي شيء يتعلق بالعمل او بشيء اخر، أساعدها في
شؤون المنزل سيقال باني شخص اخر و من المحال ان يكون نفس الشخص في العمل،
حتي الان لا يوجد مشكل .
ذات يوم و اثناء العمل سرق سمعي
حديثا جانبا مفاده ان احد الزملاء تعرض لخيانة من طرف زوجته و كانت سيرة
هذا الشخص جيدة لم أعير للأمر أهمية و لم أسأل، عدت في مساء الى بيتي و
الذي اعتبره مملكة حريتي جلست مع اطفالي و زوجتي فاذا بهاتفها يرن ابتعدت
عنا و دخلت الى غرفة النوم تتكلم بصوت منخفض و كأنها تهمس رجعت الى المجلس
سألتها بشكل فيه قليلا من تغزل لكي لا اعطي للأمر اهمية كبيرة “من متصل يا
قرة عيني؟ ” اجابت و هي مترددة و متلعثمة “انه اخي يسألني عن حالنا” قلت
لها من باب مزاح ” اما كان عليك اجبته و انت بيننا ام نحن ليس من مقام
المتصل ” ،ثم غيرت موضوع بدئنا نتكلم عن العمل اخذت تسئلني فاذا بي اخبرتها
بان احد اصدقاء العمل تعرض لخيانة من طرف اقرب الناس له زوجته تغير لونها
قلت لها ” ابك خطب ما ؟ ما لذي عكر صفوك ؟ ” اجابت ” كان الله في عون الرجل
” تم طلبت مني ان اسأل زملاء العمل عن اسباب الخيانة و ما دافع لها اجبتها
بصوت مرتفع “ماذا تعرفني عني هل انا من نوع الذي يبحث في عيوب الناس اتقى
الله في و في نفسك ” احسست بأن ردت فعلي كانت نوعا ما قاسية و بانني
اغضبتها بدأت اتقرب منها لأصلح خاطرها وقلت “غذا سوف اسأل لك و اقول ماذا
حدث” مرت ليلة هادئة .
في الغد تبادلت اطراف الحديث مع
احدى زملائي سألته عن ما حدث لأحمد اجابني بانه بحث في هاتف زوجته وجد رقم
هاتف محمول باسم احد الاشخاص لم يسألها عن من صاحب هذا رقم ، لكن بحث عنه
بأحد مواقع اجتماعية فأظهرت له ملف لشخص ما يقطن بالعاصمة ازدادت حيرته
فاخذ حاسوبها شخصي و بحث في حسابها و في صندوق رسائل الالكتروني فوجد انهما
يتبادلان اطراف حديث، يتناقشان مواضع و يتبادلان صور بعضهما البعض برغم
انها اخبرت هذا شخص انها متزوجة حبذ ان يكون صديق مقرب لها لدرجة ان صديقنا
أحمد وجد رسائل تحمل بين طياتها احاسيس الحب من طرف هذا شخص.
رجعت الى بيت و انا كلي حيرة و
مصدوم و اسأل نفس كيف لزوجة ان تفعل هذا الامر، و انا اقوم بواجبات اسرية
مع ابنائي رن هاتف زوجتي وعلى غرار عادتها حملت هاتفها و اغلقت غرفة نوم
وانا محتار مع من تتكلم ؟ و لما هذا الاسلوب ؟ هل تتكلم مع شخص و لا تريد
ان تخبرني ؟ بدأت اشك انا زوجتي تفعل شيء و لا تريد ان تُطلعني عليه .
اكملت الاتصال و سألتها “من كان
متصل ؟” اجابت ” بانه كان اخي ” ذهبت الى المطبخ ،احسست بان رأسي اصابه
صداع بمجرد تفكير ان زوجتي تتكلم مع شخص غريب او انها تكذب علي ، اخذت
هاتفها بدأت ابحث وجدت بانها قامت بحذف رقم متصل ،بدأت اشك اكثر و انا على
دراية بان الحب والشك لا يجتمعان، فالباب الذي يدخل منه الشك يخرج منه
الحب.
مع دافع الغيرة و دافع الفضول بدأت
البحث عن ماذا تخبئ زوجتي في اشيائها الخاصة، فتحت حسابها في احدى مواقع
الاجتماعية و بدأت اقرئ جميع رسائل مع من تتكلم لم اجد أي شيء غريب ، تم
فتحت بريدها الإلكتروني فوجدت رسائل محولة من شخص الى بريدها الالكتروني
ناديتها بصوت “مرتفع لمن هذه رسائل ؟” سكتت سألتها مرةً اخرى “لمن هذه
رسائل ؟ ” كيف وصلت اليك؟” احسست بدقات قلبي في ارتفاع احسست بان ثقة التي
كنت اضعها فيها بدأت تنهار اجابتني و دموع تنهمر من عيونها كالمطر “اخفض
صوتك قليلا فانك ستوقظ الاطفال” غادرت غرفة نوم وأنا أفكر كيف يقع لي هذا و
انا زوج الوفي وانا الذي لا أحاسبها و لا اتحكم في سلوكها وتصرفاتها وانا
الذي جعلت منها امرأة حرة احسست باني على فوهة بركان أما بالنسبة لزوجتي
فإنها رغبت بان تنقسم الارض الى قسمين و تبتلعها على ان تشعر باني اشك فيها
و كلما ايقنت بان ارض الله واسع احست بانها داقت عليها .
أصبحت أرى بان البيت ينهار من فوقي
و ليس بمقدوري التنفس، بِتُ افكر في المصيبة و مجموعة من الاسئلة تشغل
بالي لمن تلك الرسائل المحولة الى بريدها ؟ لماذا تحذف رقم المتصل ؟و هل
كان اخاها بفعل هو المتصل ؟ ولماذا تكذب علي ؟ لماذا لحت عن ان اسـأل لها
عن زميل الذي خانته زوجته اغمضت عيني و استودعت امري لله سبحانه وتعالى …
“يتبع”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق