سأسرد لكم قصة لا اعلم من اين ابدأها، فهي تعود لفتاة في مقتبل العمر لا يتجاوز سنها الخامسة و العشرون سنة ، جميلة لها عيون سوداء ، صافية كصفاء السماء عند رئيت وجهها تحس بأن البهجة و سرور دخلا الى قلبك بدون استئذان ، وجهها ابيض كبياض الثلج الذي يسقط على قمم الجبال ،عاشت تجارب مريرة و مؤسفة بالرغم من صغر سنها الا انها تجرعت ما يكفي من الاحزان و خيبات الامل .
اسمها رشا طيبة القلب وعفوية التصرفات لا تنافق ولا تجامل احد ،كانت صريحة الى درجة كبيرة ، وكانت دموعها تسبقها و تظهر على خدودها ، دائما تحس بنقص ما وبأن قلبها به مكان فارغ ، في ليلة ولدتها كانت ليلة عاصفية لم تشهد القرية مثيلا لها منذ زمن بعيد، كانت الرياح قوية بحيث انها اقلعت الاشجار من مكانها و زرعت الرعب في أهل القرية اثناء ذلك اشد مخاض على أمها استدع احد الجيران القابلة وهي امرأة عجوز معروف عنها بتوليد نساء قبيلة ، وكان كلما ارتفع صوت رعد ارتفع معه صوت الام من شدة الم الولادة ، و مع اشراقة شمس الصباح و هدوء العاصفة سُمِعَ صوة بكائها ، كان فيه نوع من الحنان ممزوج بالحزن ، لم يكن للام رغبة في رأيتها او النظر اليها لأنها كانت نتيجة لعلاقة غير شرعية ، قررت الام ان تتخل عنها و تسلمها الى اختها فاطمة التي كانت تعيش وحيدة لا زوج و لا ابناء ، كانت تعيش في بيت يتوفر على غرفة و مطبخ و غرفة الضيوف في مساحة ضيقة ، كانت لها فرقة متكون من النساء تسترزق من خلالها بإحياء حفلات اعراس او الخطوبة بين النساء كما هو معروف في مجتمعنا ب "لَــعَبَــــــاتّ".
كبرت الطفلة رشا بعيدا عن حنان الام و شمس الاب التي تضئ القلب و حب الاخوة ، كانت امها فاطمة تدخن بشكل مستمر و مدمنة على شرب الخمر ، فكانت احيانا تثمل و تبدأ بقول كلام قاسي او تصرخ في وجهها وتقول "انت غلطة حياتي " لم تكن المسكينة تستوعب شيء فهي في سن البراءة فقط ،كان يتناوب على المجيء للمنزل رجل طويلا القامة اسمر لون بهندام متسخ له علاقة بفاطمة ،فهي تعتبره عاشقها و هو يعتبرها مومسته تؤنسه بحديث و تبعده عن مشاكله العائلية ، مقابل مبلغ مادي بخس ، كانت رشا تناديه بعمي .
بلغت رشا السن السادسة تستعد للدخول الى المدرسة ، كان أول يوم لها في المدرسة لبست احسن ثوب لها رغم انه كان مرقع لكنها كانت تعتبر نفسها اميرة بارتدائه ، حملت معها قلم وورقة لتسجل ادوات المدرسية وصلت الى المدرسة و كان جميع الاطفال برفقتهم فرد من اوليائهم باستثناء رشا كانت لوحدها رغم ذلك الابتسامة لا تفرقها وكأنها تحاول ان تخفي دموعها وراء تلك الابتسامة، من خلال المناداة بالأسماء عرفت رقم القسم ، وكانت اول صدمة لها حين سألها المعلم ما اسم ابيك وماذا يفعل و ما اسم امك و ماذا تفعل بدأت تتمتم و لا تعرف ماذا تقول او بماذا تجيب فلأول مرة يسألها احد ما عن اسم ابيها او اميها اجابت " لا اعرف " صرخ المعلم عليها " تستهزئين بي ، اذهب و لا تعود الا و معك ولي امرك " انفجرت الدموع من عينيها و تحولت تلك الابتسامة الى عبوس ، خرجت من القسم متطأطئة رأس ، رجعت الى امها فاطمة طلبت منها ان ترافقها الى المدرسة قائلة " المعلم يريد ان يعلم بنت من انا و من اكون " لم تكمل كلامها حتى قامت بصفعها بكل ما أتيت من قوة و قالت لها" المدرسة لم تخلق لك " ، انعزلت المسكينة في احدى زوايا المنزل تبكي لم تتوقف حتى اخدها النوم ، استيقظت في الصباح و هي كلها حصرة لعدم تمكنها من ذهاب الى المدرسة.
اصبحت فاطمة تشتغل خارج القرية تغيب يومان او ثلاث ايام و لا تثق ان تترك رشا لوحدها في المنزل لأنها تخاف ان تقوم بشيء لا يحمد عقباه ، فكانت تتركها مع الجيران لم تكن تهنئ المسكينة براحة فقد كانوا يستغلونها و يعاملونها بسوء ، فمنهم من يرسلها الى السقاية لجلب الماء ومنهم من يجبرها على اعادة ترتيب المنزل و حمل اثقال اكبر من وزنها مقابل اطعامها و تقديم لها بعض ثياب البالية ، رغم ذلك كانت دائما مبتسمة و كلما سمحت لها الفرصة تخرج لتلعب مع اقرانها .
اسمها رشا طيبة القلب وعفوية التصرفات لا تنافق ولا تجامل احد ،كانت صريحة الى درجة كبيرة ، وكانت دموعها تسبقها و تظهر على خدودها ، دائما تحس بنقص ما وبأن قلبها به مكان فارغ ، في ليلة ولدتها كانت ليلة عاصفية لم تشهد القرية مثيلا لها منذ زمن بعيد، كانت الرياح قوية بحيث انها اقلعت الاشجار من مكانها و زرعت الرعب في أهل القرية اثناء ذلك اشد مخاض على أمها استدع احد الجيران القابلة وهي امرأة عجوز معروف عنها بتوليد نساء قبيلة ، وكان كلما ارتفع صوت رعد ارتفع معه صوت الام من شدة الم الولادة ، و مع اشراقة شمس الصباح و هدوء العاصفة سُمِعَ صوة بكائها ، كان فيه نوع من الحنان ممزوج بالحزن ، لم يكن للام رغبة في رأيتها او النظر اليها لأنها كانت نتيجة لعلاقة غير شرعية ، قررت الام ان تتخل عنها و تسلمها الى اختها فاطمة التي كانت تعيش وحيدة لا زوج و لا ابناء ، كانت تعيش في بيت يتوفر على غرفة و مطبخ و غرفة الضيوف في مساحة ضيقة ، كانت لها فرقة متكون من النساء تسترزق من خلالها بإحياء حفلات اعراس او الخطوبة بين النساء كما هو معروف في مجتمعنا ب "لَــعَبَــــــاتّ".
كبرت الطفلة رشا بعيدا عن حنان الام و شمس الاب التي تضئ القلب و حب الاخوة ، كانت امها فاطمة تدخن بشكل مستمر و مدمنة على شرب الخمر ، فكانت احيانا تثمل و تبدأ بقول كلام قاسي او تصرخ في وجهها وتقول "انت غلطة حياتي " لم تكن المسكينة تستوعب شيء فهي في سن البراءة فقط ،كان يتناوب على المجيء للمنزل رجل طويلا القامة اسمر لون بهندام متسخ له علاقة بفاطمة ،فهي تعتبره عاشقها و هو يعتبرها مومسته تؤنسه بحديث و تبعده عن مشاكله العائلية ، مقابل مبلغ مادي بخس ، كانت رشا تناديه بعمي .
بلغت رشا السن السادسة تستعد للدخول الى المدرسة ، كان أول يوم لها في المدرسة لبست احسن ثوب لها رغم انه كان مرقع لكنها كانت تعتبر نفسها اميرة بارتدائه ، حملت معها قلم وورقة لتسجل ادوات المدرسية وصلت الى المدرسة و كان جميع الاطفال برفقتهم فرد من اوليائهم باستثناء رشا كانت لوحدها رغم ذلك الابتسامة لا تفرقها وكأنها تحاول ان تخفي دموعها وراء تلك الابتسامة، من خلال المناداة بالأسماء عرفت رقم القسم ، وكانت اول صدمة لها حين سألها المعلم ما اسم ابيك وماذا يفعل و ما اسم امك و ماذا تفعل بدأت تتمتم و لا تعرف ماذا تقول او بماذا تجيب فلأول مرة يسألها احد ما عن اسم ابيها او اميها اجابت " لا اعرف " صرخ المعلم عليها " تستهزئين بي ، اذهب و لا تعود الا و معك ولي امرك " انفجرت الدموع من عينيها و تحولت تلك الابتسامة الى عبوس ، خرجت من القسم متطأطئة رأس ، رجعت الى امها فاطمة طلبت منها ان ترافقها الى المدرسة قائلة " المعلم يريد ان يعلم بنت من انا و من اكون " لم تكمل كلامها حتى قامت بصفعها بكل ما أتيت من قوة و قالت لها" المدرسة لم تخلق لك " ، انعزلت المسكينة في احدى زوايا المنزل تبكي لم تتوقف حتى اخدها النوم ، استيقظت في الصباح و هي كلها حصرة لعدم تمكنها من ذهاب الى المدرسة.
اصبحت فاطمة تشتغل خارج القرية تغيب يومان او ثلاث ايام و لا تثق ان تترك رشا لوحدها في المنزل لأنها تخاف ان تقوم بشيء لا يحمد عقباه ، فكانت تتركها مع الجيران لم تكن تهنئ المسكينة براحة فقد كانوا يستغلونها و يعاملونها بسوء ، فمنهم من يرسلها الى السقاية لجلب الماء ومنهم من يجبرها على اعادة ترتيب المنزل و حمل اثقال اكبر من وزنها مقابل اطعامها و تقديم لها بعض ثياب البالية ، رغم ذلك كانت دائما مبتسمة و كلما سمحت لها الفرصة تخرج لتلعب مع اقرانها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق